وزير الخارجية الإسباني يتهم زعيم الحزب الشعبي بنهج سياسة العداء ضد المغرب والعودة لصدام "جزير ليلى"
اتهم وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، من جديد، زعيم الحزب الشعبي "PP" المعارض، ألبيرتو نونييز فييخو، بنهج أسلوب سياسي معادي للمملكة المغربية، والعودة إلى لغة الصدام مثل الصدام الذي حدث بين البلدين في بداية الألفية الثالثة بسبب الخلاف حول جزيرة ليلى المجاورة لسبتة.
وأضاف ألباريس في حوار خاص مع صحيفة "الإسبانيول"، بأن الحزب الشعبي في عهد فييخو بدأ ينزلق ويعود إلى سياسته القديمة المبنية على التصادم مع الجار المغربي، ضاربا المثال بالصدام الذي كاد أن يتحول إلى حرب بين البلدين في سنة 2002 والذي يُعرف الآن بأزمة جزيرة ليلى.
وقال ألباريس، بأن مهمته كوزير للخارجية هي الدفع بعلاقات جيدة بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن جميع وزراء الخارجية الإسبان في الحكومات الديمقراطية التي مرت على البلاد، كانوا يُركزون على أهمية أن تكون هناك علاقات جيدة مع الجار المغربي، باعتباره حليفا استراتيجيا يحظى بأولوية كبيرة بالنسبة للسياسة الخارجية لمدريد.
واعتبر وزير الخارجية الإسباني، أن عداء فييخو للمغرب لا يشمل جميع قادة الحزب الشعبي، مشيرا إلى وجود اختلاف في وجهات النظر، حيث قال في هذا السياق، بأن رئيس مدينة سبتة، خوان فيفاس المنتمي لجزب "PP" ينهج سياسة تتماشى مع سياسة الحكومة الداعية لعلاقات جيدة ومتينة مع المغرب، وكذلك رئيس إقليم الأندلس مورينو بونيا الذي لا يُعارض ما تقوم به مدريد بخصوص تحسين العلاقات مع الرباط.
وتحدث ألباريس مرة أخرى عن التصريح الذي كانت قد أطلقته وزيرة الشغل، يولاندا دياز، المنتمية لحزب "بوديموس" المشارك في الحكومة، عندما وصفت المغرب بالبلد الديكتاتوري، حيث قال بأن ذلك التصريح هو رأيها الشخصي وليس رأي الحكومة التي تتخذ مواقفها سياسية تدعم العلاقات الجيدة مع المملكة المغربية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإسباني، سبق أن انتقد بشدة زعيم الحزب الشعبي في وقت سابق وقال في هذا السياق، بأنه "لو كان الحزب الشعبي هو الذي يحكم لأدخل إسبانيا في صراع خطير مع المملكة المغربية".، وذلك ردا على انتقادات كانت قد وجهها فييخو لحكومة بيدرو سانشيز في تعاملها مع المغرب.
وتواجه حكومة سانشيز، منذ إعلان موقفها الجديد الداعم لمغربية الصحراء، انتقادات شديدة من طرف الأحزاب السياسية في المعارضة، التي اتخذت من هذه القضية بابا للتهجم على حكومة سانشيز، بالرغم من أن الأخيرة تمكنت من تحقيق إنجازات إيجابية في الداخل لفائدة الإسبان، خاصة فيما يتعلق برفع الأجور والنجاح في التعامل مع التضخم.
وتشدد حكومة سانشيز على ضرورة وجود علاقات جيدة مع المغرب، بالنظر إلى أهمية البلدين لبعضهما البعض في ظل وجود حدود جغرافية قريبة بينهما، مما يفرض عليهما التعامل وإيجاد الحلول، دون سياسة التصعيد وخلق الأزمات التي يدعو إليها الحزب الشعبي.
واعتبر وزير الخارجية الإسباني، إن ما يصرح به الحزب الشعبي تُجاه المغرب، يُعتبر خطيرا وتحولا عدائيا من هذا الحزب تُجاه المملكة المغربية، مؤكدا بأن هذا الحزب غير قادر على الحكم في إسبانيا، ولو كان هو الحاكم لكانت إسبانيا حاليا في أزمة خطيرة مع الجار المغربي.